بسم الله الرحمن الارحيم
<td class=images> |
جميع من يعمل في مجال الاعلام الرياضي يعرف جيدا الفارق بين الخبر والتقرير والمقال .. هذا الفارق هو اول درس يتم تلقينه للعاملين في مجال الصحافة او اي مجال اعلامي وقبل ان يبدأ المتدرب حتى ابجديات العمل الصحفي يجب عليه جيدا أن يعرف الفارق بين الخبر الذي لايمكن ان يحمل اي وجهة نظر شخصية والتقرير الذي قد يحمل وجهة نظر شخصية ولكنها تعتمد على حقائق واسس وبين المقال الذي يحمل وجهة النظر الشخصية البحته لأي كاتب.
ومن المؤكد ان خبر المباراة والذي يعتمد على ماحدث في المباراة لايمكن بأي حال من الاحوال ان يحمل وجهة نظر شخصية في المشاركين والا تحول خبر المباراة الى تحليل فني او الى مقالة عن المباراة وهو نفس مايحدث في مجال التعليق على المباريات الذي يختلف كلية عن اسلوب تحليل المباريات.
ربما كانت هذه المقدمة لاتهم البعض ويعرفها الكثيرون من متابعي الرياضة ويعرفون الفارق جيدا بين المقال والخبر والتقرير .. ولكن يبدو ان صحفيي جريدة الاهرام– أكبر الجرائد القومية على الاطلاق – لا يعرفون مثل هذا الفارق .. أو يتجاهلونه لغرض في نفس يعقوب بغرابة شديدة ولمجرد الاساءة الى كيان النادي الأهلي وزيادة نغمة التعصب في الكرة المصرية وكأن ماحدث يوم امس من مهازل في ملعب الاسماعيلية لم تكفي الصحفي الكبير علي بركة التي توجه لتغطية احداث المباراة فخرج علينا بعنوان اقرب مايكون الى الاستفزاز واثارة المشاعر وتزكية نار التعصب في قلوب الجماهير.
ونجدنا نتسائل عن عنوان "خبر" المباراة والذي جاء فيه "حادث (سرقة) باستاد الاسماعيلة" وينتهي العنوان الفرعي ليبدأ العنوان الرئيسي "بركات (ينشل) أغلى ثلاث نقاط للأهلي هذا الموسم" وهو عنوان يحمل كل آيات الاستفزاز لجماهير الأهلي ويناقض كل حقائق المباراة ويجعلنا نتسائل كيف تمت هذه السرقة وهي الاشارة الى الفوز بطريقة غير مشروعه من الأهلي وهو أول مايتبادر الى أذهان البعض ممن لم يشاهدوا المباراة ويجعلهم يعتقدون ان الأهلي حقق فوزه بهدف من تسلل او من خطأ واضح او بأي اسلوب غير شريف وهو ماجعل كاتب الخبر يجعل عنوانه ان ما حدث مجرد سرقة لأنتصار كان يستحقه الدراويش .. وكأن الصحفي علي بركة لم يكفه ما حدث في ملعب المباراة بعد انتهاءها وكمية الاحتقان التي اصبحت عليها جماهير الاسماعيلي ليأتي بركة ويضيف اليها البنزين بعنوانه لتزيد اشتعالا ولهيباً.
وياريت الكاتب الكبير إكتفى بالعنوان الساخن وتفرغ لنقل احداث المباراة بحيادية تامة الا اننا نفاجئ داخل الخبر بكمية من المغالطات والاراء الشخصية التي من المستحيل ان يحتوي عليها خبرا عن مباراة بين طرفين كلاهما مصري ويكتبها كاتب محايد... فنجد علي بركة يؤكد ماكتبه في العنوان بقوله " فوز الأهلي كان أشبه بحادث سرقة للنقاط الثلاثة حيث نجحت أقدام محمد بركات في (نشل) هدف اللقاء الوحيد في ظل سيطرة إسماعيلاويه سبقت (الحادث)"
ويحاول علي بركة كما هي العادة اللعب على نغمة التعصب المعروفة بخطف الأهلي للاعبي الاسماعيلي فيقول " ويبدو الثلاثي الاسماعيلاوي السابق محمد بركات وسيد معوض واحمد فتحي هم مفاتيح اللعب والخطورة الحقيقية على مرمى فريقهم السابق .. فقد كان الثلاثة يمثلون نصف فريق على الأقل وربما يكون التفسير المنطقي لهذا التفوق الثلاثي أن هؤلاء قد اعتادوا اللعب على هذا الملعب وفي هذا الجو المشحون بالتوتر" ولاأعرف ما علاقة الجملة السابقة بالمباراة وماعلاقة بركات الذي يلعب في الأهلي منذ 5 سنوات كاملة بالاسماعيلي وملعب المباراة المشحون بالتوتر.. والجملة في حد ذاتها عبارة عن رأي شخصي ليس لها اي علاقة بالمباراة.
و لم يعلق علي بركة على واقع أن الإسماعيلي يملك ثلاثة من ناشئي الأهلي و أبناء مدرسة الكرة فيه، و هم إبراهيم سعيد و أحمد سمير فرج و محمد فضل. و لولا تدخل إبراهيم سعيد في أكثر من كرة لكان "النشل" أصبح عملية "نهب" لمرمى الإسماعيلي.
وبالطبع فإن علي بركة يشير الى ان مشاركة شريف عبد الفضيل مع هجوم فريقه يشير الى الغياب الهجومي للأهلي !! وان حافز الفوز لدى راقصي السامبا كان أقوى ويبدو ان علي بركة كان يجلس في النصف الايمن فقط من الملعب فهو بالطبع لم يشاهد تقدم أحمد السيد المتكرر وهو ليس دليل على اي شيء للغاية فتقدم مساك الفريق للهجوم ليس دليلا على اي شيء خصوصا وان اولى فرص الأهلي ضاعت من رأس وائل جمعه مثلما قال بركة بنفسة في خبر المباراة.
ولكننا نعرف كيف يدس السم في العسل عندما نقرأ " حيث يضغط الدراويش بكل صفوفهم مستغلين النقص الواضح في اللياقة للبطل الأفريقي نتيجة لإرتفاع متوسط أعمار اللاعبين" وهنا يخرج الصحفي عن كل المعايير الصحفية فيقلب الحقائق ليعطي معلومة غير صحيحه لقراء الجريدة القومية التي يعمل فيها .. فكيف يعاني الأهلي من نقص اللياقة وهو من احرز الهدف في الشوط الثاني وظل يهاجم محمد صبحي حتى نهاية المباراة .. وكيف يكتب الصحفي هذا الرأي الشخصي ثم يتحدث بعد ذلك عن هدف الأهلي فهل عانى الأهلي من نقص اللياقة ثم عادت اللياقة وقت الهدف ورحلت مرة أخرى بعد احراز الهدف .. وماهو الهدف من الحديث عن أعمار لاعبي الأهلي في مباراة تسيدها الأهلي تكتيكيا واستطاع تحقيق الهدف الكامل من المباراة؟
ثم تأتي القشة التي قصمت ظهر البعير والسقطة الكبيرة للصحفي علي بركة في قوله " وينال ابراهيم سعيد انذارا في الدقيقة 15 لتعمده احتجاز (فلتة) جيله ابو تريكه ولكن بدون عنف" ويجب ان نتسائل لماذا كلمة (فلتة) يتم اطلاقها على نجم الأهلي ابو تريكه وماهو الهدف من وضع الكلمة بين قوسين ؟ هل هي استمرار لحملة الأهرام ضد نجم الأهلي ابو تريكه؟ هل السخرية من ابو تريكه اصبحت لغة الكتابة في الاهرام ؟
انها سقطة جديدة تضاف الى سقطات الاهرام المتكررة وتهبط بالمستوى الصحفي في الاهرام الى مستوى الصحف الصفراء ومواقع التعصب على الانترنت .. ورحم الله اياماً كانت الاهرام منبراً للصحافة النظيفة الخالية من التعصب واثارة الجماهير.
تحياتى اللى من يهمة الامر